موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

بناء أعظم قصر في العالم

قام رجل ملياردير ببناء قصر فخم جداً.. وتم بناؤه في أواخر حياته... وهذا ما يحدث كثيراً... الشخص الذي يبنون له قصراً ليعيش فيه، كثيراً ما تنتهي حياته أثناء البناء.. يريدون بناء سكن له في القصر، لكنهم يبنون له قبر.. وهذا ما حدث مع الملياردير.. انتهى بناء القصر لكنه صار في أواخر العمر.. لكن القصر مذهل لا يقارن.. الأنا تتطلب التفوّق والتميّز.

ولهذا السبب يفقد الإنسان حتى ضميره..

الغرور يستطيع اختبار وجود النفس فقط بأن تصبح الأول، رغم أنك الأول على أشياء وأشخاص غير موجودين.. يستطيع اختبار وجود النفس رغم وهم وجود النفس..

كان القصر هو الأفضل من كل النواحي، في البناء، في الجمال، والرفاهية..

وكانت قدما الملياردير تسير دون ملامسة الأرض! كانت كل العاصمة تتحدث عنه، وكل مَن يرى القصر يصيبه الاندهاش والسحر.. وفي النهاية، حتى الملك ذاته أتى لرؤيته ولم يستطع أيضاً تصديق ما ترى عيناه.

حتى قصور الملك تبدو متواضعة أمام هذا القصر.. شعر داخلياً بالغيرة، لكنه مدح القصر خارجياً.. كما أن الملياردير اعتبر غيرة الملك مديحاً إضافياً.. شعر بالامتنان لكلام وتقدير الملك فقال: "كله ملك لله وبركة من الله"، لكن داخل نفسه عرف أن كل ذلك من جهده الخاص به.

مع توديعه للملك أخبره عند البوابة: "لقد صنعتُ باباً واحداً فقط للقصر.. جعلت من المستحيل أن يدخل أحد أو يخرج منه دون العبور من هذا الباب".

كان هناك رجل عجوز يقف أيضاً بين الحشود عند الباب، ومع سماعه لكلام الملياردير ضحك عالياً.. سأله الملك: "لماذا تضحك؟" فأجاب : "أستطيع قول السبب فقط في أذن الملياردير"..

ثم ذهب إلى مالك القصر وهمس إليه: "ضحكت فقط لسماع المديح لباب القصر.. في كل القصر هذا هو العيب الوحيد.. الموت سيأتي من نفس الباب ويأخذك خارجه.. لو أن الباب غير موجود لكان القصر مثالياً وكاملاً تماماً".

يقوم الإنسان ببناء قصور في الحياة أيضاً.. وفيها جميعاً نفس العيب.

ولهذا السبب فقط، يستحيل لبيت أن يُثبت أنه مسكن مثالي.. في كل البيوت، يبقى هناك باب واحد على الأقل، وذلك الباب بالتحديد يصبح باب الموت.

لكن، أليس ممكناً امتلاك مسكنٍ في الحياة لا يوجد فيه باب للموت؟؟

نعم هذا ممكن...

لكن ذلك البيت ليس له جدران.. له أبواب وفقط أبواب..

ولأنه ليس فيه سوى الأبواب، تبقى الأبواب خفيّة.

والموت يستطيع الدخول فقط عند وجود باب.. حيثما يوجد فقط أبواب وأبواب، لا يوجد الباب.

الغرور يصنع جدراناً في الحياة.. عندها، كمدخل ومخرج للنفس لابد أن يُبقي باباً واحداً على الأقل، وهذا هو باب الموت.

بيت الغرور لا يستطيع البقاء متحرراً من الموت... باب واحد دائماً يبقى فيه، وهذا هو الباب الذي نتكلم عنه.. وحتى إذا لم يترك ذلك الباب الوحيد، عندها أيضاً سيموت وسيكون انتحار.

لكن هناك حياة أيضاً دون غرور..

إنها حياة أبدية، لأنها لا تحوي باباً يدخل منه الموت.

ولا يوجد جدران لكي تحيط بالموت...

عندما لا يوجد غرور، توجد الروح...

والروح ممتدة لا تبدأ ولا تنتهي مثل السماء...

وكل ما لا يبدأ أو ينتهي، يتصف بالخلود والبقاء...

أضيفت في:7-2-2018... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد