موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

جون رابوبورت الحلقة الثانية: المخابرات الطبية ووباء كورونا!

جون رابوبورت Jon Rappoport وهو صحافي عريق ومراسل تحقيقات، كان يعمل طيلة 38 سنة كصحافي مستقل، يكتب لجهات نشر في أوروبا وفي أميركا.. ومنذ 2001 موقعه هو www.nomorefakenews.com وهو يتحدث اليوم في الحلقة الثانية (من ثلاث حلقات) عن "المخابرات الطبية".. لقد درس هذا الصحافي الأوبئة طيلة 30 سنة.. وهو يقول:

سأتكلم هنا زيادة عن نقطة ذكرتها في الحلقة الأولى... وهي أن مركز السيطرة على الأمراض الأميركي لديه فرع يُدعى "هيئة مخابرات الأوبئة" (Epidemic intelligence Service) EIS وقد قام بتدريب عشرات ألوف الأشخاص منذ اندلاع الحرب الكورية، لكي يذهبوا إلى الحقول والمدن في حالة تفشي مرض أو وباء، لإيجاد ما يسببها.. وأسميهم صيادي الفيروسات لأن هذا هو تدريبهم وتحيزهم المسبق وميولهم وهذا هو ما يفعلونه.. وهذا نادي سري داخلي قوي جداً.. "EIS هيئة مخابرات الأوبئة"... كما يقول لك موقع مركز السيطرة على الأمراض: (خريجو هذا البرنامج التدريبي قد أصبحوا جراحين عامين، محررين في المجلات الطبية، كاتبي التقارير الطبية، صحافيين مهمين، عمداء في الكليات الطبية، مديرو شركات دوائية ومدراء منفذين.. إلخ)... كل عناصر الهيئات الطبية تمت تغطيتهم من قبل هيئة مخابرات الأوبئة، وهو نادي سري داخلي، يتشاركون نفس النظرة للأمور، نفس النماذج والأفكار، يؤمنون بنفس النوع من "العلم"... هكذا، عندما يذهب أحد أعضاء النادي إلى الحقل ويقول مثلاً: لقد وجدنا فيروساً جديداً! يظهر عضو ثاني من النادي، لنقل مثلاً أنه كاتب تقارير طبية لمجلة أخبار عالمية هامة أو محطة مشهورة، ويقول: طبعاً هذا صحيح تماماً ودقيق.. ولا يمكن أن يكون غير ذلك لأنهم حرفياً أعضاء من نفس النادي..

إذن عندما يقول الناس أنهم يبحثون عن "أفراد من الداخل" في حالة معينة لمعرفة الحقائق... أقول لكم أن هيئة مخابرات الأوبئة هم أكبر نادي سري داخلي.. يربط في شبكته العديد من العناصر في الهيئات الطبية الرسمية بحيث يكونون جميعاً على نفس الخط والفكر والمعلومات والمعتقدات "العلمية" وهم يقولونها بنفس الطريقة.

سأعطيكم مثالاً هنا.. عن شيء حدث في الماضي القريب، كيف خرج الأمر عن مساره مؤقتاً وانكشفت حقيقته، وبعدها تمت تغطيته مجدداً... وتحدثتُ عن هذا مسبقاً، ويجب أن نعيده مرات عديدة.. لأنه يمثل سابقةً مثالية تماماً، والتاريخ مهم حقاً..

إذن نعود إلى السنة 2009 وما يدعى "وباء أنفلونزا الخنازير".. الذي تم التبشير به، وتقديمه كسحابة مشؤومة تنتشر حول العالم كوباء سوف يقتل كثيراً جداً من الناس.. وكان هناك نفس الأحاديث والتساؤلات، هل هو سلاح بيولوجي مهندس وراثياً هذا الفيروس H1N1 الذي يسبب أنفلونزا الخنازير؟؟ لاحظ مجدداً: (مرض واحد له سبب واحد).. طبعاً وضعوا قائمة موحدة من العوارض العامة للمرض وهي عوارض أنفلونزا، (ولكننا نتحدث عن شيء مختلف تماماً، يقولون!) مجدداً مرض واحد له سبب واحد.. هذا هو النموذج.. اللوحة المرسومة.. الحيلة والمكيدة الجاهزة.. السحر فوق خشبة المسرح.. لا بد أنه مرض واحد له سبب واحد.

قاموا بإرسال صيادي الفيروسات إلى هناك.. ليتفحصوا ماذا يجري في لاغلوريا في المكسيك 2009... حيث حدث نوع من تفشي المرض.. هكذا بدأ.. من الجميل حقاً أن نرى فعلاً كيف يبدأ المرض.. لأنك عندها ستبدأ تنظر خلال الحجب وما خفي عنك في الجهة الثانية من الحجاب.

في لاغلوريا، كان هناك مزرعة ضخمة جداً جداً للخنازير، فيها حوالي 900ألف خنزير.. مصنع مزرعة... ومثل هذه المزارع الضخمة تحتوي على "بحيرة براز" Feces Lagoon.. لأن يسمحون لفضلات الحيوانات بالخروج من المبنى، فتتجمع في هذه البحيرات والتي يمكن رؤيتها حتى من الفضاء الخارجي!.. هذه البحيرة المليئة بالفضلات والسموم والجراثيم المسببة للمرض... نحن لا نحتاج صيادي فيروسات ليأتوا ويقولوا حسناً نحن نحتاج لتحليل بحيرة البراز لنرى ما إذا كانت تسبب الأمراض.... لا.... يا أستاذ صياد الفيروسات: إذا أردتَ اختبار هذه البحيرة، سأصب لك كأساً من هذه البحيرة لتقوم بشربه.. وعندها لن نحتاج للتحليل لأننا سنرى إذا كنتَ ستمرض أم لا.. ادهن ماءها على جسمك، إسبح فيها قليلاً، ربما مَن يعرف إذا سيصيبك المرض؟!

وفوق ذلك، يقوم العمال برش رغوة كيميائية سامة على البحيرة..

وهكذا يصاب العمال بالأمراض... ياللمفاجأة الكبيرة!

ثم يطلبون عمالاً جدد، فيجلبون سموم كيماوية جديدة لرشها فوق الكيماويات الأولى، فيمرض مزيد من العمال! ويموت عدد غير معروف منهم.. يأتي صيادو الفيروسات، وبالطبع ماذا سيقولون؟ السبب هو فيروس حتماً!

إذا كنتَ لا تجد هذا جنوناً وانعدام للضمير وجريمة حقيقية، فأنت تحتاج لقراءة هذه الحلقة والحلقة الأولى مراراً وتكراراً إلى أن تبدأ ترى الجريمة.

"لا بد أن يكون فيروس"...

بهذا تتحقق عدة مكاسب من هذا الغطاء... أولاً يتم حماية مصالح المزرعة الضخمة للخنازير وحمايتها من أي مسؤولية ودعاوي قد ترفع ضدها.. ثانياً يحصلون على فرصة لإدعاء حدوث وباء جديد.. وهم دائماً يبحثون عن ذلك، صيادو الفيروسات المحترفين من هيئة مخابرات الأوبئة.. وإخوتهم في مركز السيطرة على الأمراض في أطلانطا، ومنظمة الصحة العالمية في جينيف وغيرها، كلهم ينتظرون الرد منهم: ماذا وجدوا هناك في لاغلوريا؟؟؟ لأن هذا قد يكون صيداً عظيماً! دعونا نرى! وبالطبع هو كذلك... H1N1 ..وجدنا فيروس جديد مستجد وبسرعة.. كيف وجدتموه؟ ليس مهم.. المهم أننا وجدناه وهذا هو.. ابدؤوا بنشر الأخبار! نعم سنفعل... وبهذا تبدأ هيئة مخابرات الأوبئة ومنافذها عبر وسائل الإعلام بإطلاق التقارير الطبية للعالم: هناك وباء عالمي جديد.. إنلفونزا الخنازير 2009.

وهناك ملايين أو بلايين المصدقين لذلك الإدمان المتكرر وهو: مرض واحد وله سبب واحد.

وبهذا يتم تعميم نفس السبب والعوارض العامة على كثير من المرضى المصابين بعدة حالات ولعدة أسباب، مثل فقر التغذية، سموم اللقاحات، سموم الأدوية الصيدلانية، الكيماويات في البيئة، الملوثات الصناعية، الفقر، الجريمة، المخدرات، الخوف..إلخ.. لا تهمنا كل تلك الأسباب، المهم هو فقط خدعة السحر على المسرح.. وهي مرض واحد له سبب واحد، وهو الآن فيروس H1N1 -2009..

ننتقل الآن إلى صيف 2009.. حيث كان مركز السيطرة على الأمراض يضخم فكرة أن هناك ألوف حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير في أميركا... طبعاً تلك مهمة ذلك المركز.. إرسال التقارير إلى الصحافة وإلى الحكومة كل أسبوع بالإحصائيات عن عدد الإصابات بالوباء وعدد الوفيات.. لكن شيئاً ما حدث.. لقد توقفوا عن تعداد الحالات في أميركا بشكل سري.. بينما استمروا بإرسال التقارير بعدد الحالات.. هذا شيء حقيقي حدث وليس كلاماً مني أنا.

هناك كاتبة للتقارير تعمل في CBS-News اسمها Sharyl Attkisson أهم كاتبة للأبحاث والتقارير الصحية، وجدت حينها أن مركز السيطرة على الأمراض توقف عن تعداد الحالات بشكل سري.. أرادت معرفة لماذا توقف؟.. فبدأت تبحث وفي النهاية عرفت بالضبط السبب.. هناك جزء من عملية تعداد الإصابات يجري فيه أخذ العينات من الناس، وإرسالها إلى مخابر عبر البلاد للفحص، ثم يرسلون النتائج إلى مركز السيطرة على الأمراض.. شيء طبيعي يحدث كل يوم... لكن شاريل وجدت مشكلة محددة.. وجدت أن قسماً كبيراً من النتائج القادمة من المخابر لا تحمل أي دليل على وجود فيروس أنفلونزا الخنازير ولا أي فيروس أنفلونزا آخر... بكلمات أخرى، وجدت أن الأمر بكامله خدعة.

بينما كان مركز السيطرة على الأمراض يؤكد على وجود ألوف حالات الإصابة، مركزاً على فكرة مرض واحد وسبب واحد، توقف سرياً عن إحصاء الأعداد، توقف لأن معظم النتائج كانت خالية من الفيروس! ولا أي فيروس أنفلونزا من أي نوع!!

بعد إهمال كل الأسباب الأخرى المحتملة والتركيز فقط على سبب واحد وهو الفيروس والإدعاء أن هناك ألوف الإصابات.. فجأة يظهر أن التحاليل تقول لا يوجد فيروس!!؟

لا بد أننا سنظهر مجرمين.. يقول موظفو المركز لأنفسهم...

نعم أنتم فعلاً مجرمون.... أنتم فعلاً مجرمون....

وهنا بدأت شاريل تكتب مقالاً جدياً عن ذلك.. يمكنكم طبعاً تخمين أن موظفي محطات CBS كانوا منهمكين حينها بالكتابة عن تهويل الوباء الخطير.. لذلك كانوا مترددين جداً تجاه نشر مقال شاريل.. بعد أن درسوا المقال جيداً وتداولوه بين المدراء والمحاميين في المحطة، قرروا أخيراً أن هذه فرصة حدث فيها أن نوراً معيناً قد سطع في الظلام، شيء إيجابي قليلاً، لذلك سوف نضع المقال على "الموقع الإلكتروني للمحطة" هذا كل ما سنفعله... وفعلوه وانتشرت القصة في نهاية صيف 2009.

هذه أكثر قصة صادقة رأيتها في كل ذلك "الوباء".

الخطوة التالية في القصة، أرادوا في CBS تضخيم المقال ووضع الخبر على النشرة المسائية العالمية للمحطة التلفزيونية.. وهو منبر إعلامي أكبر بكثير طبعاً.. جمهور أكبر وتفاعل أكبر.. كانوا سيفعلون ذلك لكنهم لم يفعلوه تحت حجة أن البرنامج توقف لسبب ما.. وبدلاً من ذلك قاموا بإسكات كامل الفضيحة والخبر..

رغم فضح أكبر هيئة صحية طبية في العالم ومنظمة الصحة العالمية وارتكابها لجريمة ضخمة.. ولن تفعلون أي شيء تجاه ذلك؟!.. نعم، حذفوا كل الخبر..

وفوق ذلك، لم تعلق أي وسيلة إعلام كبرى أخرى على مقال شاريل الذي تم نشره على موقع CBS.. ولم يحاولوا متابعة أي تحقيق أو بحث عما جرى... لا شيء.. غريب مع أن كل وسائل الإعلام تبحث عن قصص مهمة ضخمة، ولكن لا.. ليس هذه القصة الحساسة.. لا .. لا..

هناك عنصر إضافي مر معي، وهو مقال تم نشره في WebMD ونشرته في مقالاتي السابقة عدة مرات، وقد ظهر بعد شهر من نشر مقال شاريل.. وهو كان نوعاً من الأثر الرجعي حيث كان مركز السيطرة على الأمراض يقول: حسناً المشاكل تهدأ وتتراجع الآن بالنسبة لأنفلونزا الخنازير، ونحن نراجع ونعيد تقييم ما حدث، وذلك المقال من شاريل كان جزء من العنوان الرئيسي لمقال المركز.. مركز السيطرة على الأمراض قال أن التقديرات في أميركا في أوج المرض، كانت تقول أن هناك 22مليون حالة من أنفلونزا الخنازير.. 22مليون!.. يعني إذا كنت تكذب ووقعت في ورطة، ضاعف تلك الكذبة مليون مرة وانشر الكذبة الجديدة!!

كانت هذه إستراتيجيته الواضحة..

إذن لدينا تاريخ سابق وسوابق من هذا النوع من الكذب على نطاق ضخم عالمي.. ولدينا أيضاً واقعة تم فيها تحطيم صورة وسحر المسرح (مرض واحد له سبب واحد).. تحطمت أمام أعين الجميع! ولو أن الناس اهتموا قليلاً بالبحث حينها، لذهبوا إلى لاغلوريا في المكسيك وشاهدوا مزرعة الخنازير الضخمة وفهموا فعلاً ماذا حدث، وشاهدوا أن قصة اكتشاف الفيروس هي غطاء وتلفيق لحماية أصحاب المصالح في مزارع الخنازير المنتشرة تجارياً..إلخ.. ولكن ذلك لم يحدث من قِبل وسائل الإعلام الكبرى.. أي ليس من قِبل النادي الداخلي السري هيئة مخابرات الأوبئة...

وقد حدث شيء مشابه مع ما يدعى "وباء فيروس زيكا" في 2015 الذي بدأ في البرازيل.. زعموا أنه فيروس يصيب الكثيرين، ولكن النساء الحوامل خاصة كانوا الأكثر اهتماماً وخوفاً لأنه قيل بأن الحوامل ستلد أطفالاً لهم رأس صغير ودماغ مشوه.. Microcephaly.. وهذا نشر ذعراً كبيراً عبر العالم، تم تضخيمه طبعاً من قبل منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض.. وتم تحذير كل النساء في بعض الدول من حمل الأطفال! هذا يمكن تسميته نوعاً من الحجر الصحي القسري دون السجن الجسدي في غرفة.. هل تذكرون كيف انتشرت هستريا زيكا حينها؟.. وفي بعض الدول من أميركا اللاتينية حيث يمنع الإجهاض، كان هناك بالسر أشخاص عندهم قوارب مأجورة تأخذ المرأة الحامل خارج حدود 3ميل الإقليمية في البحر وإجراء إجهاض لها هناك... لأن تلك النساء كانت مرعوبة جداً بأن طفلها سيكون برأس صغير ودماغ مشوه بسبب هستريا فيروس زيكا.. هل تستطيع هنا تذوق طعم الجريمة التي حدثت وتحدث؟

لكن كانت هناك مشكلة في البرازيل، لأن الباحثين هناك الذين بدؤوا يشاهدون شيئاً جديداً هنا وهناك، فيروس فيروس فيروس، بدؤوا يواجهون المشاكل.. أولاً فيروس زيكا هو شيء معروف منذ 1947 عبر العالم ولم يسبب أي أذى للإنسان وخاصة من ذلك النوع للرأس.. ثانياً اعترف الباحثون قبل توقفهم عن التهويل بأنهم كانوا يجدون فيروس زيكا في 10 إلى 15% فقط من الأمهات اللواتي يخضعن للفحص، واللواتي ولدن أطفالاً مشوهي الرأس.. ذلك كان إجراء يستعمله الأطباء هناك لإيجاد "السبب"... مجدداً "السبب الوحيد"... الزيف.. لهذا المرض المتفشي "فجأة".. هل هو فعلاً حدث فجأة؟؟.. ونظراً لأنهم لم يستطيعوا إيجاده إلا في 10 إلى 15% فقط من الأمهات، فهم علمياً وطبياً وإنسانياً لم يجدوا أي سبب! أو "السبب" لهذه الحالة... وهنا قالوا لأنفسهم لم ينجح الموضوع، علينا الرجوع إلى لوح الكتابة والبحث علّنا نجد شيئاً آخر يسبب تشوه وصغر الرأس والدماغ.. وأي شخص عادي متوسط الثقافة يمكنه إخبارهم عن سببه بالعودة إلى المعلومات الطبية الرسمية في 10 دقائق!.. حيث ستجد أن أي إساءة أو أدوية أو أذية للمرأة الحامل خلال حملها يستطيع التسبب بتلك الحالة في الطفل.

مجدداً، القصة المزيفة "مرض واحد وله سبب واحد" لا بد أن يكون الفيروس.. شيء واحد.. تم فضحها.. كزيف واحتيال وخداع سحر.. لأنك في الحقيقة عليك البحث عن أسباب متعددة لإصابة الناس بالمرض في أماكن متعددة.

إذن ذلك التاريخ وتلك الحادثة من الوباء الوهمي والترويج المخادع وأعمال نادي "هيئة مخابرات الأوبئة" التي حاولت نفخ هستريا وباء جديد، التي تغذي إدمان الناس على إيجاد السبب الواحد للمرض الواحد، فشلت جميعها مع اكتشاف أن المرض ليس حالة واحدة وأن الأسباب متعددة.. وذلك هو نفس حالة "وباء كورونا كوفيد19".

إذا نظرت بدقة لما حدث في واشنطن في دور العجزة، وفي أستراليا حيث ظهرت الحالات الأولى بين الكبار بالعمر، وعندهم سوابق مرضية قوية.. إذا نظرت للإحصائيات والأرقام الضخمة لحالات الأنفلونزا التي تحدث كل سنة في إيطاليا قبل ما يحدث اليوم، ونظرت إلى عدد الوفيات الهائل الذي لا يمكن مقارنته لعدد الوفيات الحالي في إيطاليا.. ستبدأ برؤية سخافة كل هذا التهويل.. وكيف من السهل جداً إذا كان عنك ترويج كافي وتوافق داخلي سري أن تخلق وهم الوباء وهو مزيف تماماً... الوباء يعني أنك تبحث عن مسبب وحيد لظاهرة وحيدة، وإذا اعترفتَ أنك لا تبحث عن مسبب وحيد ستنهار كامل المسرحية!.. سيكون عليك الذهاب إلى كل مكان يحدث فيه المرض عبر العالم لإيجاد ماذا يجري فعلاً هناك.. وتحاول علاجه أو توقيفه بشكل حقيقي على أرض الواقع في ذلك المكان!.. وليس نسج قصة معينة تعطي فرصة للتكنوقراطيين (عمالقة التكنولوجيا والمال) لفرض الحجر والسجن على نصف سكان الكوكب!

دعونا الآن نتحدث عن تحليل كشف الكوفيد19.. إنه المفتاح.. يدعونه PCR وقد اكتشفه Kary Mullis وحصل على جائزة نوبل لأجله، وهو توفي منذ زمن بعيد.. يعتبر هذا التحليل هو التشخيص الرسمي للكورونا كوفيد19 وهو أكثر نوع تحاليل منتشر عبر العالم.. هذا التحليل يمكّنك من الحصول على عدد الإصابات وعدد الوفيات بالكوفيد19.. أعداد يتم تضخيمها بشدة.. لدينا خمسين حالة هنا وألفين حالة هناك وخمس آلاف حالة يومياً هناك... فيقع كل الناس في حالة الهلع والرعب.. لأنهم مجدداً يؤمنون بفكرة "مرض واحد وله سبب واحد"... والسبب ينتشر وقد يصل إليهم..

هذا التحليل الكاشف، يفشل بعدة طرق..

أولاً، وهنا أنا أقتبس من المصادر الطبية الرسمية حول هذا، من منظمة الصحة ومركز الأمراض وأوراق صانعي التحليل وأوراق هيئة الغذاء والدواء.. حيث يقولون نوعاً من الاعتراف إذا أردت البحث والتأكد بنفسك.. يقولون أن ((نتائج التحليل قد لا تظهر السبب الحقيقي للمرض)) هذا اقتباس حرفي من مركز الأمراض.. ماذا؟؟؟!

التحليل الإيجابي الذي يُظهر وجود فيروس كوفيد19 قد لا يدل على السبب الحقيقي للمرض؟!

انتظر لحظة!!

ثانياً، التحليل يستطيع إظهار أن الشخص لديه كوفيد19 ولكنه في الواقع نتيجة مزيفةخاطئة.. تدعى "نتيجة إيجابية خاطئة"... 80% من النتائج الإيجابية خاطئة حسب بحث رسمي في الصين.. لأن التحليل للأسف يكشف أيضاً وجود عدد كبير من الجراثيم والفيروسات الأخرى والمفرزات التي ليس لها أي علاقة، بما فيها فيروسات أخرى من عائلة كورونا وهي لا تسبب أكثر من عطسة رشح عادية.. آه واو!! وأنتم تقولون لألوف الناس أن معهم فيروس الوباء الخطير؟؟؟ نتيجة إيجابية خاطئة.. لأن التحليل فيه تضخيم وقياس غير نوعي لجراثيم أخرى... كل هذا لا يتم فهمه أو الكلام عنه علناً، لكنهم يعترفون به ضمن المنشورات الطبية الرسمية.

ثالثاً، وهو ربما الأهم: كلمة حرفية من صانعي هذا التحليل تقول: "هذا التحليل هو تحليل نوعي".. أي نظراً لأن التحليل يقوم بتضخيم هائل جداً لعينة صغيرة من سوائل أو أنسجة المريض، حتى تتاح رؤيتها وتسجيلها، فإن التحليل لا يقول أي شيء عن كمية هذا الفيروس في جسم المريض.. لا يقول أي شيء كمي عن الفيروس... ولماذا هذا شيء مهم؟

لأنه لكي تبدأ تقول بأن فيروساً محدد يسبب مرض حقيقي محدد في شخص محدد، على أرض الواقع وليس تحت المجهر وتحت الأجهزة وبين جداول الإحصاء، بل في العالم الواقعي حيث يكون الناس إما أصحاء أو مرضى... لكي تبدأ الكلام عن المرض في العالم الحقيقي وبين الناس، فإن عليك إظهار أن هناك ملايين وملايين وملايين الفيروسات التي تقوم بالتكاثر ونسخ أنفسها في أجسادهم... والتحليل PCR لا يستطيع كشف ذلك.. لذلك لا يستطيع التحليل قول أي شيء عن مرض المريض أو احتمال أنه سيصاب بالمرض.. ولكن التحليل صار يعتبر "القاعدة الذهبية" لكشف فيروس كوفيد19 عبر العالم..

الأمر يشبه قولك: ليدنا بوصلة مغناطيسية على السفينة... هكذا نقوم بالملاحة والتوجه.. نحن لا نفهم أي شيء عن النجوم وعن الأمواج والمد والجزر إلخ.. نحن فقط ننظر إلى البوصلة... لكن المشكلة الوحيدة هنا والحقيقية: هي أنه عندما تشير البوصلة إلى الشمال، فقد تكون تشير فعلاً إلى الجنوب! نحن لا نعلم متى ولكننا نعلم أنها تحدث مراراً.. ولكن كما تعلم ليس لدينا سوى هذه البوصلة، وهي بوصلة جيدة تعجبنا ونستعملها ونتأمل أن نصل إلى هدفنا المطلوب!

هذا هو حال تحليل كوفيد19 PCR...

بالطبع مؤيدو التحليل، خبراء البيولوجيا الجزيئية وعلماء الفيروسات هم متأكدون بأن هذا تحليل متطور رائع، ولا بد أنك مخطئ لأننا كنا نستعمل هذا التحليل طوال عدة سنوات.. وهو تحليل قياسي عالمي... ويقولون أنه قادر أيضاً على تحليل كمية الفيروس الموجودة في الجسم، لا مشكلة يمكننا إجراء ذلك الآن.. نقوم بذلك روتينياً كل يوم.. هذا ما يقولون.

بينما هناك تحت الطاولة، نوع من الجدال حول هذا الموضوع...

نظراً لأنني تعبتُ جداً من النقاش معهم باستعمال المصطلحات التقنية، حيث يكون النقاش عقيماً بالعادة، أقترح هنا: اختبار للاختبار... تحليل للتحليل... هذا شيء عقلاني للتحقق من صلاحية التحليل.. ومع وصولي لجواب حول هذا، رأيتُ أن هذا الأمر كان يجب فعله منذ عدة عقود.. منذ أن تم اكتشاف ذلك التحليل، كجهاز قياس كمي.. لكن لم يتم أبداً تقييم دقة التحليل.

لم يتم أبداً اختراع هذا التحليل طلباً للدقة في النتائج.. وقال عنه مخترعه حرفياً أنه (يجب ألا يستعمل في دراسة الأوبئة!)..

عملية تقييم دقة التحليل في العالم الواقعي هي: ستأخذ 500 أو 700 مريض.. مرضى حقيقيين.. ويقوم الأطباء بأخذ عينات أنسجة صغيرة من كل مريض.. يتم تخزينها جيداً وإرسالها فورا لمختبرات فيها الأجهزة وعمال متخصصين في استعمالها، دون أن يعلم العمال من هم هؤلاء المرضى.. يفحصون فقط العينات.. ونريد منهم تقرير ما هو الفيروس الذي يجدونه في كل حالة، وما هي كمية الفيروس الموجودة في كل حالة.. لأنكم قلتم تستطيعون فعل ذلك.

حسناً؟؟ نعم..

وعندما ينتهون جميعاً من التحاليل، تعود إلى عمال المخابر وتقول لهم: أريد منكم اعتماداً على الأرقام الناتجة تحديد أي من الأشخاص عنده كمية ضخمة من الفيروس في جسمه؟

يقولون نعم هذا سهل.. المرضى رقم 6... 18..55..235..إلخ ويعطونك قائمة بأسماء المرضى.

والآن، ماذا ستكون النتيجة عندما تنظر أنت فعلاً إلى أولئك المرضى في القائمة؟

يجب أن يكونوا فعلاً مرضى بشدة.. لأنه حسب التحليل يبدو أن أعداداً كبيرة من الفيروس تتجول في جسدهم... دعونا نرى؟ في العالم الحقيقي وليس في المخبر؟؟

هل هؤلاء المرضى مرضى فعلاً أم أنهم يركضون الماراتون؟!

هذا هو ما ندعوه التقييم الصحيح للتحليل.. وهذا لم يتم مطلقاً بهذه الطريقة.

كتبنا في مقال آخر عن "المجموعة الشاهدة" والقاعدة الذهبية لتقيم التحليل، وكل هذا لم يتم مطلقاً لتحديد دقة التحليل...

ويمكننا أيضاً التقييم بالشكل المعاكس.. نطلب من العمال إخبارنا مَن من المرضى لديه كمية قليلة جداً جداً من الفيروس.. دعونا نعرف أسماء المرضى وننظر إليهم.. هل هم جميعاً أصحاء؟ أم مرضى؟ أم بعضهم مرضى؟ ذلك سيقول لنا أيضاً فكرة عن دقة التحليل..

إذن لدينا تحليل مرتخي ووهمي.. لم يتم تقييمه مطلقاً، ولكن يتم استعماله لدراسة "وباء مزعوم".. لتقرير ما هي عدد الإصابات والوفيات وعدد الحاملين للمرض إلخ... بينما التحليل ليس له علاقة كشف مباشر للفيروس بحد ذاته.. والتحليل لا يقدر على تحديد كمية الفيروس الموجودة.. وبالتالي لا يمكنه قول هل الشخص مريض أو سيصاب بالمرض..

متى سيعترف المسئولون الكبار في الصحة العامة بأن نتيجة التحليل قد لا تحدد السبب الحتمي للمرض؟...

كما أن هناك اقتباس من المعلومات الرسمية عن التحليل: "قد يتمكن التحليل من كشف فيروس عندما يكون الشخص مصاباً بعدوى قوية"...أي عندما يكون هناك عدد كبير من الفيروسات تتناسخ، عندها "يمكن" أن يكشف التحليل وجود الفيروس!

رغم كل ذلك يتم النداء اليوم لتحليل كل شخص عبر هذا التحليل السخيف..

وهذا يعني أرقام هائلة جداً من إجراء التحاليل لأشخاص ليس عندهم أي عوارض وليس لديهم عدوى قوية.. وعندما تعترف الهيئات الرسمية بأن التحليل غير قادر على إيجاد الفيروس في الناس، الغير مصابين بعدوى قوية، ستنكشف فضيحة مروعة جداً على مستوى العالم.

والنتائج طبعاً يمكن التلاعب بها لترويج الهلع وزيادة عدد الإصابات.. وهذا ما يحدث.. أنت تفحص المزيد والمزيد من الناس، فتحصل على المزيد من النتائج الإيجابية الخاطئة، فتعلن ظهور عدد جديد متزايد من الإصابات.. وهذا يبرر لك فرض الحجر الصحي والإغلاق العام لفترات أطول، ومزيداً من التدمير للنظام الاقتصادي العالمي وأرزاق الناس..

كل هذا يرتكز على الفكرة الواهمة بأن هناك: "مرض واحد وله سبب واحد".

وكما قلت لكم مراراً هذا ليس كذلك.. إنها مجرد صورة سحرية مرسومة لخداعكم.

فكروا جيداً بهذه الأمور ونلتقي قريباً في الحلقة الثالثة.

 

نقلها إلى العربية: علاء السيد 10-4-2020

أضيفت في:10-4-2020... فضيحة و نصيحة> فضائح "الطب"
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد