كيف تقوم الكائنات الدقيقة داخل أجسامنا بتدمير الاستكبار وسياسة اللقاحات ونظام سيادة الأب؟
إن العلم علمان:
علم أديان وعلم أبدان.. فالعلماء مهمتهم تصحيح الأفهام والأطباء مهمتهم تصحيح الأبدان
والأجسام..
الأطباء العرب قديماً
كانوا علماء متدينين والعلماء هم ورثة الأنبياء، أما أطباؤنا اليوم معظمهم تجار للدواء..
ونحن اليوم في زمن
التخويف والتهويل.. شاشات المحطات وأشهر الصفحات مليئة بالأجندات والتفاهات..
فأين الحل؟؟؟ الحل
داخلك أنت.. في فطرتك وفي صوت قلبك... الفطرة الأبدية التي علّمت جميع الأنبياء والحكماء..
سأكتب لكم اليوم
من الأديان ومن العلم الطبي الحديث عن التراب.. عن الطين وسره الدفين... إذا نظرنا
بعمق في الأديان سنجد كنزاً ثمين..
إن
أبونا آدم قد خُلق من الطين
ثمّ نفخ الله سبحانه من روحه فيه فخلق الإنسان... وقال
تعالى: (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ).. وتم تقديس التراب واعتباره شيئاً طاهراً
يمكن الوضوء به: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).. حتى أن النبي الحبيب قال: (طَهُورُ
إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ،
أُخراهُنَّ بِالتُّرَابِ)!
وكذلك السيد المسيح
كان قريباً جداً من التراب وأسراره.. لقد ولد في المغارة بين الحيوانات.. وجاء بسفر
التكوين إصحاح 7:2 (وجبَلَ الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة
فصار آدم نفساً حية)..
وجاء
في سفر اشعياء النبي (والآن يا رب أنت أبونا.. نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك)..اش64
..وبالمثل
نجد استخدام السيد المسيح تراب الأرض بأن تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين
عيني الأعمى وقال له اذهب أغتسل في بركة سلوام فمضى واغتسل وأتى بصيراً... (إذكر يا
إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود).. إنجيل متى 6:16-21
وهنا
يتساءل إنسان العصر
الحديث: أين هي فكرة العدوى والميكروبات الممرضة؟ لماذا لم يكن هناك خوف من الطبيعة
والجراثيم والفيروسات؟ هل كان الأنبياء في جهل أم في عين العقل؟
أستطيع توقع معظم
الردود التي ستأتي من الفكر الحديث المبرمج.. الذي سيقول: وقتها لم يكن هناك فيروسات
معدلة وراثياً! سيقول: لم يكن هناك تلوث وضعف مناعة! سيقول ويقول ويقول... فأجاوب:
انظر للأطفال الذين يتربون في المزرعة قرب التراب وفي غبار الشوارع كيف تكون مناعتهم
أكثر بكثير من الأطفال الذين تدللهم أمهم وتعقم لهم كل شيء؟؟؟ انظر للقطة كيف تلعق
وبرها كل يوم ولا تمرض؟.. وجميع الحيوانات تأكل من التراب دون أي فكرة عن نظرية العدوى
والجراثيم والفيروسات.. وهذا هو أعظم سر للصحة والمناعة.. العودة للفطرة ومسح البرامج..
الإنسان أرقى المخلوقات لذلك عنده وعي ومناعة أقوى منها كلها، طبعاً إلا إذا ضحك عليه
المتحكمون وزرعوا فيه فكرة الضعف والخوف من العدوى بشيء خفي لا يمكن رؤيته ولا توقع
مصدره... لعبة طفولية قديمة لا يزال المتحكمون يطبقوها علينا مثل التخويف من المارد
والعفاريت، وأكبر عفريت اليوم هو الكورونا.
أتساءل ما هو رأي
النبي الحبيب والسيد
المسيح عندما يعرفون أن أطباءنا يروجون كمامة الكورونا؟؟
لنقرأ الآن اكتشافات
الطب الحقيقي الحديث عن الكائنات الدقيقة وأسرارها القديمة الجديدة...
إن الاكتشاف الحديث
نسبياً للميكروبيوم
microbiome
(الكائنات الدقيقة المتعايشة داخل
أجسادنا) لا يقوم بإعادة تعريف معنى كوننا بشراً فحسب، معنى أننا نمتلك جسداً ونعيش
على هذه الأرض، بل أنه حتى يقلب أنظمة معتقدات ومؤسسات قديمة جداً سيطرت على الأرض
منذ عصور...
لقد بدأت القصة باكتشاف
الميكروبيوم.. وهذا المصطلح مخادع ومقلل لحجم وأهمية الاكتشاف، يقولون أنه يشير إلى
مجموعة معقدة وغامضة من الكائنات الدقيقة المجهرية التي يبلغ وزنها مجتمعة حوالي 2
كغ في الشخص العادي.. لكن هذا يمثل ثورة هائلة تشبه ثورة كوبرنيكوس (الذي كشف للعالم
أن الأرض ليست ثابتة وليست مركز الكون كما كانوا يعتقدون) ثورة تعلن المركز الجديد
للوراثة الجينية وغير الجينية وتغيّر المعنى البيولوجي لكونك إنسان.
بالنظر للكثافة العالية
في المادة الوراثية الموجودة في هذه الكتلة من الكائنات داخلنا، بالإضافة إلى مساهمتها
الهائلة في الحفاظ على الوظائف الحيوية الأساسية كالهضم والمناعة وعمل الدماغ، فإن
الميكروبيوم يجب أن نسميها الماكروبيوم (ماكرو: كبير) إذا ركزنا على أهميتها الوظيفية
الكبيرة بدلاً من أحجامها الفيزيائية الصغيرة.
كمثال، إذا أزلتَ
كل تريليونات الجراثيم والفيروسات والفطريات التي تتعايش مع الخلايا البشرية، فلن يبقى
لدينا إلا 1% فقط من المادة الوراثية، وهذه الكمية حافظت على أداء جسدنا الآلي طوال
ملايين السنين.. 1% من المادة الوراثية ليست شيئاً كافياً لبناء الأنا والشخصية عليها،
خصوصاً أنه صار واجباً عليها شكر الأشياء التي كانت تعتبر سابقاً "عوامل مُعدية" لأنها
لولاها ما كانت الأنا ولا الحياة موجودة... وما يحير أكثر من ذلك، أنه ضمن ذلك الـ1%
الذي يفترض أنه الجينوم البشري، نجد أنه على الأقل 8% منه له أصل من الفيروسات الرجعية
retrovirusess!
هل نحن نقف ضدهم؟
مع إعادة النظر في
المسؤولية الأساسية للطب الحديث، ألا وهي الجسم البشري، واسترجاع حقيقة هذا الجسم مع
تحويل الكائنات الدقيقة من أشياء غريبة عنه إلى أحجار بناء أساسية له، يظهر هناك تحدي
كبير أمام
نظرية الجراثيم والفيروسات وهي التي تسعى للتفريق بين الكائنات "المفيدة" والكائنات
"المؤذية" التي علينا محاربتها بالمضادات الحيوية واللقاحات.
حقيقة الفيروم
Virome
(البيئة الداخلية الفيروسية)، لأن كثيراً من الفيروسات التي اعتبرناها كائنات غريبة
عنا، هي في الواقع شيء أساسي للتوازن في جهازنا المناعي الطبيعي.. المحاضرة التالية
من NIH
عن الفيروم ستعرض لك الكثير عن هذا الاكتشاف المذهل وستغير نظرتك عن الفيروسات للأبد:
(بالانكليزية)
https://youtu.be/TRVxTBuvChU
للأسف كما نشاهد
اليوم، فإن مخططات اليوم ومعظم الأطراف السياسية المتناقضة خاصة في أميركا تؤيد اللقاحات،
وشركات صنع اللقاح وشركات صنع الأدوية تدعمها نفس جهات التمويل (يصنعون المرض ويبيعون
الدواء له)، وهي تصنع موجة كبيرة في أميركا لمنع الإعفاءات القانونية من اللقاحات الإجبارية..
والمنطق الذي يبرر لهم اللقاح يقول بالطبع: لا يمكن منع الكائنات الدقيقة القاتلة من
قتل العائل "المفترض أنه خالي من الكائنات الدقيقة" إلا عبر حقن كائنات ميتة أو مُضعفة
أو معدلة وراثياً، لأجل "منع" التعرضات الافتراضية المستقبلية وحدوث العدوى.. بالطبع
هذا المفهوم غير معقد فكرياً، لكنك إذا قمت ببعض البحث المستقل ستجد أنه لم يُبنى مطلقاً
على شواهد مثبتة أو أي علم..
لكن الانطباعات الفكرية
الناجمة عن صحوة الميكروبيوم تذهب بعيداً حتى أبعد من نقض نظرية الجراثيم والفيروسات،
وسياسة اللقاحات، والثقافة الطبية المتعصبة التي تحمل هذه البنى.
الأصول الأمومية
للصحة، ولهوية جنسنا البشري في النهاية:
عميقاً في البنية
التحتية للافتراضات البشرية المسلّم بها حول معنى وتعريف أن تكون إنسان... قام الميكروبيوم
أيضاً باستبدال تحيز أبويّ كامن تجاه أهمية مساهمة الرجل والمرأة في الصحة، وفي استمرارية
الجنس البشري في النهاية.
لقد صار معروفاً
منذ فترة ليست بعيدة أن النساء هن فقط اللواتي تمررن مورثات الدنا من الميتوكوندريا
(مصانع الطاقة) للطفل.. وهذا مجدداً يحرف الميزان لصالح سيادة المرأة في المساهمة بنقل
المعلومات الوراثية للأطفال (وهل يمكن اعتبار المرأة أصل أو جذر الجنس البشري؟)...
ولكن الميكروبيوم يغير كل شيء لصالح تضخيم هذا الفرق في التأثير الوراثي للمرأة: نظراً
لأننا نتطور جنينياً في الرحم ونُخلق من قناة الولادة، ونظراً لأن الميكروبيوم عند
المولود يتم أخذه وتأسيسه عند عبوره في تلك القناة، هذا يعني أن معظم معلوماتنا الوراثية
(ككائنات متعايشة سوية) له أصل من الأم.. وحتى عندما تتغير مستعمرات الكائنات الدقيقة
الأولى تلك ويتم استبدالها عبر سلالات كائنات قادمة من البيئة المحيطة، مع تطور الرضيع،
الطفل، اليافع، ثم البالغ، ستبقى التضاريس الأصلية والمسارات اللاحقة لتطور الكائنات
متأثرة بما حددته الأم منذ لحظة الولادة (بالطبع ما لم تتم الولادة عبر
العملية القيصرية المؤذية للأم والطفل والعلاقة بينهما).
بمصطلحات أخرى: إذا
كان 99% مما يحدد معنى البشر يستند على الميكروبيوم، وإذا كانت الأم هي أكثر مَن يساهم
فيه، (إذا لم تكن هي كل مَن يساهم فيه لوحدها) في بصمته الأولى وفي مسارات تطوره اللاحقة،
فإن مساهمات الأم تُثبت أنها أهم بكثير جداً من مساهمات الأب.
فوق ذلك، الظروف
المحيطة بالأم فترة الحمل (وهي هامة بسبب انتقال بعض الميكروبيوم إلى الجنين في الرحم)
مثل صحتها العامة والطريقة التي ستلد بها (في البيت، أم في مركز التوليد أو المشفى)
يبدو الآن أن لها أهمية أكثر بكثير مما تخيلنا سابقاً... بكلمات أخرى، الولادة في المشفى
عبر الولادة القيصرية وإعطاء
اللقاحات للمولود، سوف يعطي، وراثياً وجينياً، إنساناً مختلف جداً – مختلف نوعياً
– عن الإنسان المولود في البيت بطريقة طبيعية... مختلفان لدرجة يمكننا تصنيفهما كأجناس
مختلفة، رغم تشاركهما مورثات دنا في النواة شبه متطابقة (تذكر، فقط 1% من مورثات الكائنات
المتعايشة المسماة إنسان).
الحتمية العلمية
لنسوية الميلاد:
بالنظر إلى هذا المنظور،
فإن تدخلات الطبيب في عملية الولادة، هي التعبير الأصلي لنموذج يهيمن عليه الذكور ويسعى
للتحكم بتجربة الولادة عند المرأة، مع تسببه بعواقب غير معترف بها لحد كبير، وتؤثر
على صحة الجنس البشري كله..
إن حماية الصحة ومنع
الأمراض قد تم اليوم إرجاعها إلى أصول الميكروبيوم، والذي يكون في أفضل حالة عندما
يولد الطفل طبيعياً في البيت، وهذه الولادة ظهر أنها
1000مرة أكثر أماناً من الولادة في المشفى بالرغم من الدعايات المضللة ضد ذلك.
في ضوء هذا المنظور
الجديد المستند على الميكروبيوم، فإن دور الرجل في حماية صحة النساء والأطفال سيتم
خفض أهميته بشكل لا رجعة فيه، ليس فقط تخصصياً وطبياً بل حتى بيولوجياً... أولاً، من
المثير النظر إلى الجذور القديمة للفوارق النفسية الروحية المستندة على البيولوجيا
والتي تواجدت بين الرجال والنساء، والتي لا تزال حتى اليوم تؤثر على الممارسات الطبية
التقليدية.
Erich Frommقد
وصف أيضاً التأثيرات النفسية الروحية على الرجال الناتجة عن ذلك الفرق البيولوجي الوجودي،
بمصطلحات ظاهرة "حسد-الرحم"، والتي تم إثباتها بالفقرة الدينية التي تقول أن الله أخذ
ضلعاً من ضلوع آدم لكي "يخلق منه" حواء – هذه عملية قلب واضحة للترتيب الطبيعي للأمور،
وتعكس العجز الجنسي المتأصل الذي يشعره الرجال بمعرفتهم لأن قدرتهم الخلاقة هي ثانوية
الأهمية أمام قدرة المرأة..
لقد قيل، وهذا صحيح،
أن أقوى شيء في الكون هو خلق الحياة (أليس هذا سبب إرجاع الخلق "لله"؟) وثاني أقوى
شيء هو أخذ الحياة... الأمر ليس مصادفة أن التاريخ منذ بدء كتابته وتدوينه، معظمه هو
تاريخ حافل بالحروب، حروب يقوم فيها الرجال "بخلق المعنى" بقتلهم لرجال آخرين، وتأسيس
أنظمة رموز تهدف لمحاكاة وتقليد القدرة الخلاقة الكامنة في جسد كل امرأة وتجاربها في
الحياة... وهكذا، بعد مضي 10 آلاف سنة، في عالم محكوم بأنظمة ثقافية ودينية توحيدية
ذكرية المبادئ، سواء في الشكل العلماني أم الديني، يبدو أن الحقائق البيولوجية تعود
اليوم للتدخل وهز عروش تلك الأنظمة من المعتقدات اللاواعية، لتدعم حقيقة قديمة أزلية:
النساء تتفوقن على الرجال، وبشكل أساسي... (رغم ذلك، هذا ليس نوع التفوق الذي يستعمل
ضد "الجنس الأضعف" وهو الرجل، بل هو نوع من التفوق يدل على مسؤولية أعلى، وربما على
حاجة أعظم لكي يتم دعم النساء من قٍبل الرجال لإنجاز المهمات، سوية، كما هو منقوش في
الترتيب الطبيعي للأمور والتصميم الأصلي للبشر).
عملية الولادة أيضاً،
قد تم وصفها بأنها أقرب عملية للموت لكن دون موت.. بالآلام تلدين.. (للأسف، تقوم علوم
التخدير في المشفى، التي يمكن وصفها بنفس الطريقة التي يتدخل فيها الرجل لجعل الولادة
القيصرية والتسكين فوق الجافية (إجراء خطير) متاحة، بينما تحرم المرأة من التجربة الروحية
المرافقة للولادة الطبيعية، وتقويتها لأطفالها بالكائنات الدقيقة كما نتكلم هنا)..
عملية الولادة تعطي للمرأة نافذة على العالم بين الموت والحياة، لاختبار مصدر الحياة
بشكل مباشر... وهو اختبار من النادر جداً أن يختبره الرجل بشكل طبيعي، وسوف يضطر لعمل
كثير من التأمل والتدريبات الروحية لمحاكاته والاقتراب منه.
لا يكفي مجرد شراء
الأطعمة العضوية، بل علينا جميعاً الانخراط في النشاطات الاجتماعية وتوعية عامة الناس،
والخروج من التدابير الملطفة والمشتتة لنظرنا عن المشكلة الأساسية..
أما عندما نعمل مع
العالم الطبيعي، وعندما نحترم ما نجهل ونعترف بأننا لا نعرف شيئاً عن الشبكة المعقدة
التي نعيش ضمنها ونتشاركها جميعاً، سنستعيد الصحة والحيوية التي تبدو اليوم بعيدة المنال..
علاء السيد 5-5-2020
أضيفت في:4-5-2020... فضيحة و نصيحة> فضائح "الطب" .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|