موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

إذا ظهر الحب في كل قلب

الحب هو الله.. الحب هو طبيعة كيانك وجوهر وجودك،

ولكن ذلك الحب صار شبه مستحيل..

فالمجتمع لا يسمح بحدوثه ولا يسمح لك حتى بالتفكير بوجوده..

المجتمع يبرمجك بطريقة تجعل الحب مستحيل والكراهية هي الشيء الوحيد البديل..

عندها تصبح الكراهية سهلة، والحب ليس صعب فحسب بل مستحيل وتم تشويه الإنسان الأصيل..

لا يمكن إنقاص قيمة الإنسان وتحويله إلى عبد، ما لم يتم تشويهه في البداية..

وقد كان ولا يزال رجل السياسة مع رجل الدين في مؤامرة عميقة منذ عصور...

يتعاونان سوية لتحويل البشرية إلى قطيع من العبيد والمكنات الآلية..

يقومان بتدمير كل إمكانية للتمرد عند الإنسان، والحب أعظم تمرد!

لأن الحب يصغي فقط للقلب دون اهتمام بأي شيء آخر...

الحب خطير لأنه يجعلك فرداً مميزاً، والحكومة والجامع والكنيسة تريد الحشود ولا تريد الأفراد أبداً.

لا تريد بشراً بل تريد خرفاناً مطيعة.. تريد كائنات تبدو مثل البشر،

لكن تم جرح وتحطيم أرواحها تماماً لدرجة تظهر أنها غير قابلة للإصلاح..

وأفضل طريقة لتدمير الإنسان هي تدمير عفويته في الحب...

إذا كان الحب موجوداً عند الإنسان، فلا يمكن أن يكون هناك دول وحدود،

الدول يتم بناؤها على الكراهية لا على الحب..

الصينيين يكرهون الأميركيين، العرب يكرهون الصهاينة وبالعكس أيضاً... إلخ

هذه الكراهية شرط أساسي جداً لوجود دول مستقلة منفصلة ومتعادية

إذا ظهر الحب، ستختفي حدود الدول..

إذا ظهر الحب، فمَن سيكون مسيحياً أو مسلم أو يهودي وبوذي؟؟

إذا ظهر الحب ستختفي الأديان ويظهر التديّن...

إذا ظهر الحب، مَن سيذهب إلى المعابد والمساجد؟ لأجل ماذا؟

بسبب فقدان الحب، أنت تبحث عن الله... الله ليس إلا بديلاً عن الحب الفطري المفقود عندك..

لذلك، الحب هو الله..

لأنك غير مبتهج وسعيد، لأنك لا تشعر بالسلام والانسجام، لأنك لا تشعر بالنشوة والصحوة،

تستمر بالبحث عن الله... وإلا مَن سيهتم؟!

إذا كانت حياتك رقصة منتشية، سيكون الله شيئاً قد حدث داخلك بالفعل...

القلب المحب مليء بالله أو الألوهية الحية..

لا توجد حاجة لأي بحث ولأي صلاة ولا للذهاب لأي معبد أو رجل دين...

لذلك، رجل الدين ورجل السياسة، هؤلاء الاثنين هم أعداء البشرية بالتحديد..

وهما في تآمر ومصالح مشتركة طوال التاريخ،

لأن رجل السياسة يريد حكم جسدك، ورجل الدين يريد حكم روحك..

والسر المشترك عندهما هو نفسه: تدمير الحب...

عندها يصبح الإنسان مجرد كائن فارغ ووجوده لا معنى له..

عندها يمكن للمتحكمين فِعل أي شيء تجاه البشرية ولن يتمرد أي أحد عليهم،

لن يمتلك أي شخص شجاعة كافية للتمرد....

الحب يعطي الشجاعة.. الحب يزيل كل المخاوف.. والمتحكمون يعتمدون على خوفك!

إنهم يصنعون الخوف داخلك، ألف نوع ونوع من الخوف...

أنت محاط بالمخاوف، نفسيتك كلها مليئة بالمخاوف.. أعماق نفسك ترتعش رعباً..

ظاهرياً فقط أنت تمثل وتحمل قناعاً رقيقاً، أما داخلك فهناك طبقات وطبقات من الخوف..

الإنسان المليء بالخوف يستطيع فقط أن يكره، الكراهية هي ناتج طبيعي عن الخوف..

الإنسان المليء بالخوف، مليء أيضاً بالغضب،

والإنسان المليء بالخوف يكون ضد الحياة أكثر من أن يكون معها...

الموت يبدو كحالةٍ مريحة للإنسان المليء بالخوف..

الإنسان المليء بالخوف انتحاري دائماً، سلبي تجاه الحياة وطاقتها..

الحياة تبدو شيء خطير بالنسبة له،

لأن عيش الحياة يعني أنه عليك أن تحبّ، وإلا كيف ستعيش؟

مثلما يحتاج الجسد للتنفس حتى يعيش،

كذلك تحتاج الروح للحب حتى تعيش...

والحب تم تسميمه بشكل كبير..

بتسميم مفهوم وطاقة الحب عندك، صنعوا شرخاً وانقساماً داخلك،

صنعوا منك عدواً لك داخل نفسك.. قسموك إلى اثنين متصارعين..

صنعوا حرباً أهلية داخلية.. وأنت دائماً في نزاع وصراع!

وفي الصراع، يتم تشتيت الطاقات، لذلك حياتك خالية من الزخم والعنفوان والاحتفال..

حياتك ليسا مهرجاناً من الألوان والألحان والطاقات المتدفقة،

بل هي شبه حياة غبية دون طعم، أو مجرد انتظار ليوم الدفن..

الحب يشحذ الذكاء، الخوف يقتل الذكاء ويصنع البلهاء..

مَن الذي يريد أن تكون ذكياً؟؟ بالطبع ليس أولئك الذين في السلطة!

كيف سيقبلون أن تكون ذكياً؟ كيف سيقبلون بأن تكتشف كل خططهم وأجنداتهم واستراتيجيتهم وألاعيبهم؟

يريدون منك أن تبقى غبياً أو متوسط الذكاء أو الغباء لا فرق..

هم بالطبع، يريدون أن تكون ماهراً ومنتجاً في مهنتك ووظيفتك، لكن دون ذكاء..

ولذلك تعيش البشرية في أدنى مستوى ذكاء كامن ممكن لها..

يقول الباحثون أن الإنسان العادي يستعمل فقط 5% من ذكائه الكامن طوال حياته.

الإنسان العادي 5%.. وماذا عن الإنسان الفائق؟ أينشتاين أو موزارت أو بيتهوفن؟؟

قال الباحثون أنه حتى هؤلاء الأشخاص لم يستعملوا أكثر من 10%..

والذين ندعوهم عباقرة عظماء يستعملون فقط 15%...

تخيّل عالماً من الناس الذين يستعملون 100% من طاقاتهم وذكائهم؟؟

عندها حتى الآلهة ستغار من هذه الأرض.. حتى الآلهة سترغب أن تُخلَق في الأرض..

عندها الأرض ستكون جنة، لا بل جنة فائقة... بينما الآن هي نار حارقة،

بسبب شخير القلب وغياب الحب... بسبب جهلنا وسكوتنا عن الجهل

وتجاهلنا المؤامرات التي تحدث كل يوم...

...مزيداً من الحب والوعي للجميع

أضيفت في:14-11-2021... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد