موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

حكومة العالم الواحد

لقد قامت "عُصبة الأمم" بتجربة إقامة حكومة عالمية واحدة قبل الحرب العالمية الثانية... لكنها لم تنجح، وبقيت ببساطة منتدى للنقاش والجدال العقيم...
وقامت الحرب العالمية الثانية بتدمير مصداقية عصبة الأمم تماماً... لكن الحاجة لشيء يجمع دول العالم لا تزال موجودة... وهكذا قاموا بتشكيل منظمة الأمم المتحدة... وكانت الأمم المتحدة فاشلة مثل عصبة الأمم وخالية من الهمم...
مجرد حوار دون مستوى الحـوار والحـ.....
لكي ننجح في توحيد الأمم.. أبسط حل هو جعلها حكومة عالمية واحدة... وعلى جميع الدول تسليم أسلحتها وجيوشها لها.... فعند وجود حكومة واحدة، ما الحاجة لوجود الأسلحة والجيوش المسلحة المصفحة؟؟ مع من ستخوض الحرب؟؟؟

إننا نرى الآن أن كل دولة كبيرة تمتلك الكثير من الأسلحة النووية... لدرجة تمكنها من تدمير سبعين كوكب بحجم الأرض...!.. كل هذه القوة للتدمير والتهجير يمكن أن تقتل كل إنسان سبعين مرة... لدينا أيضاً غازات الحروب السامة بكمية تكفي لقتل الحياة على الأرض بكاملها خمسة آلاف مرة!... آه من هذا الجنون والسموم... لا حاجة لكل هذا.. مرة واحدة تكفي..!! لكن السياسيين مجانين وممثلين بارعين... وجوههم كلها أقنعة ملمّعة... يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر.. باسم السلام والديمقراطية ومحاربة الإرهاب على الباب...
السياسيون.. في عمق نفسيتهم ضعفاء وجبناء... لذلك تجد عندهم الدافع لامتلاك المدافع... يعلمون بضعفهم وعجزهم وعقدة نقصهم... يعرفون أنهم بلا أي قيمة... لكنهم إذا استطاعوا إقناع عامة الناس وأكثر الناس معتدلي الذكاء والغباء، بأنهم سيلبّون احتياجاتهم ومتطلباتهم.. عندها ستكون الصفقة وتربح الورقة.... ويعطيهم الناس القوة والسلطة... حالما يحصل السياسيون على المنصب والكرسي واللقب.. ينسون جميع وعودهم لأنهم بالأصل لم يكونوا يقصدون أو ينوون الالتزام بها.. وسترى عندها وجوههم الحقيقية الأصلية...

السياسي هو لا شيء ما عدا "أنا" متضخمة ومستفحلة... كتلة من الأنانية والغرور... يشعر في داخله بالنقص... ويخاف كثيراً من هذا الشعور المسعور.... ويريد أن يكون شخصاً مهماً وزير أو أمير.. فينسى فراغ نفسه وتأنيب الضمير...
القوة والسلطة تجلب الورطة... تجعله قادراً وشاعراً أن ملايين الناس تحت رحمة إصبعه.. ضغطة واحدة ويقتلهم جميعهم... فيقتنع أنه شخص مهم مميز... VIP... ويبدأ بالتصرف على هذا النحو واللغو واللهو... يبدأ بإساءة استخدام القوة.. وبمجرد أن امتلك القوة يرفض أن يتخلى عنها، لأنه في لاوعيه يعلم أنه عندما يخرج من السيطرة والسلطة سيخرج عقله عن السيطرة أيضاً.. سيواجه الفراغ الداخلي والضعف حيث لا ينفع العنف...
والأسلحة المدمرة موجودة في أيدي هؤلاء السياسيين... أي معتوه قد يضغط الزر وينهي البشرية والحياة بكاملها على وجه الأرض.....
يجب تحويل الأمم المتحدة من منظمة شكلية إلى حكومة عالمية حقيقية.. وكل الدول يجب أن تسلّم لها جميع جيوشها وأسلحتها... وعندهما يمكن استخدام التكنولوجيا الحربية لخدمة الأغراض السلمية... وملايين المجندين المقاتلين وعلماء الأسلحة سيُطلقون للقيام بالبناء والزراعة والغناء... تحت ظل دولة واحدة.
كل رئيس أو ملك أو رئيس وزراء في الدول السابقة، سيصبح عضواً في الحكومة العالمية.. ولن يكون همّهم هو القتال والحرب والدفاع... بل تنظيم المدن وبنائها والعناية بالناس والطبيعة.. ولن يمتلكوا أي قوة عسكرية، فما من أحد سيغزو ويحتل أرض أحد...

من الممكن ألا تنضم بعض الدول إلى الحكومة العالمية، عندها يجب أن تُقاطع هذه الدول تماماً وكأنها غير موجودة... مما سيدفعها للانضمام إلى السلم والسلام...
وأعضاء الحكومة العالمية سيختارون الرئيس.. لكن رئيس العالم لن يتم اختياره من الأعضاء... ويجب أن يتصف بشيء هام جداً.. وهو أنه ليس سياسي!!
من الممكن أن يكون فناناً... موسيقياً... حكيماً أو راقصاً.. لكن ليس سياسياً.. وهكذا نقوم بإلغاء دور القوى والتحالفات السياسية التي تخنق البشرية.
الأمم المتحدة الحالية، مع وجود بعض الدول المالكة لحق الفيتو يجب أن تلغى تماماً...
فهذه مصيدة سياسية جديدة: دولة واحدة يمكنها أن تلغي قراراً قد أجمعت عليه معظم دول العالم. بدلاً من هذا، كل رئيس دولة سيكون لديه قوة تصويتية حسب عدد الطلاب الجامعيين وطلاب المعاهد في دولته...

سيغيّر هذا بنية القوة والسلطة في العالم بكامله... وبعدها ممكن العمل على التفاصيل الثانوية بسهولة... نعم حل غريب وتظنه مستحيل... لكن لا أمل إلا بإعمال العقل... والقبول أن البشرية واحدة عدوها الوحيد هو الجهل...

أضيفت في:21-1-2006... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد