موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

احذر من التشفير الخطير

هل تتخيل كم كلمة تخترق فكرك في اليوم؟... تستيقظ في الصباح، تتكلم مع عائلتك وتستمع للآخبار وتقرأ الجريدة ثم تذهب للعمل، تستمع لكلام المدير والموظفين وجدال السوق والمال والأعمال، وتعود مساء لتتكلم من جديد وتنقل لعائلتك ما سمعت، وغالباً تتابع بعض المسلسلات على التلفاز وتستمع لعدة أغاني وحكايات قبل النوم بضعة ساعات... وتكرر هذا كل يوم مثل المكنات.

هناك آلاف الكلمات التي يسمعها الإنسان يومياً.... إذا كانت حياتك هكذا، فحتى لو خصصت ساعة أو ساعتين للتأمل يومياً، لن تكفي أبداً لتخفيف حركة آلة الفكر المشوشة.

وفوق كل هذا، يرمينا المجتمع بآلاف الرسائل منها الواضحة ومنها الخفية المشفرة، من خلال الإعلانات والصور والمحطات المنتشرة في كل مكان، وكل هذه الكتلة الكبيرة من المعلومات تخترق فعلاً فكرك ووعيك، لتصل إلى: اللاوعي.

 

الفكر مقسوم إلى جزئين: فكر واعي، وهو جزء صغير من عشرة أجزاء... وفكر لاواعي، يشكل تسعة أجزاء من عشرة.

ونحن لا ننتبه أن كل شيء نسمعه أو نقرؤه يُسجل بدقة ويؤثر بنا، فوراً أو بعد فترة.... هذا هو سر عمل شركات الإعلان، وهكذا تستطيع رفع ودفع أي عمل أو سلعة لأنها تؤثر كثيراً في الناس... ليس لأن الناس أغبياء، لكن ببساطة لأن الإنسان مزوّد بفكر لاواعي!

الفكر اللاواعي هو الفكر الذي يعمل دون مساعدتك، لهذا يمكننا قيادة السيارة والتفكير والكلام عن شيء آخر، لأن عملية القيادة قد تكررت عدة مرات وصارت شيئاً عميقاً فينا، فصار اللاوعي هو السائق الآن، ولا حاجة لتدخلنا بالقيادة.

الشيء نفسه يحدث عندما نذهب إلى التسوق، هناك أثر كبير مطبوع ومزروع في اللاوعي ونحن حتى لا نلحظ وجوده، فنعتقد أننا نحن نختار ماذا نشتري، لكن ذلك على مستوى السطح فحسب.

هناك تنويم مغناطيسي عميق تصنعه كل "الرسائل الموجهة إلى اللاوعي" subliminal-messages المحيطة بنا في كل مكان... ولا يختلف الأمر إذا بقينا دائماً في البيت أم مشينا خارجه... نحن دائماًَ محاطون بالرسائل، حتى لو نظرنا إليها نصف ثانية فحسب دون أن ننتبه، ستكون قادرة على ترك أثر.

أول اكتشاف للاستخدام السري للرسائل الموجهة إلى اللاوعي، كان في اليابان منذ ثلاثين سنة، حيث امتلأت المشافي فجأة بكثير من الناس المصابين بقرحة في المعدة... بدأ البحث بدقة عن السبب، فوجدوا أن كل المصابين كانوا يشاهدون برنامجاً تلفزيونياً محدداً حاملاً لتلك الرسائل المسببة للمرض، فتم إيقافه ومحاسبة الفاعل!!

 

ومن المعروف في أميركا وعدة دول عالمية وعربية الآن كيف يوزعون تسويق المشروبات الغازية... يضعون الإعلان على الشاشة في ساعة محددة، ثم يقيسون بعد نصف ساعة كمية مياه الصرف الصحي في عدة مناطق ضمن المدينة... فيعرفون إلى أين يجب إرسال سيارات التوزيع!... لأن البراد مليء بها عند كثير من الناس، والدعاية مشفرة تدفعك فوراً إلى شربها، وهي تطرح بالبول بعد نصف ساعة تماماً!!!!... هل تستغرب كثرة الأمراض؟؟؟

 

هذه الرسائل الموجهة الخفية، يمكن تحميلها على الصوت في المجال تحت وفوق المسموع.... يمكن تحميلها على الأفلام التلفزيونية والسينمائية أكثر، لأن الفلم عبارة عن ثلاثين صورة في الثانية، يمكن استخدام بعض الصور الخاطفة ووضع ما يريدون بيعه أو فكرة ما لزراعتها في اللاوعي، حيث أن الوعي لن يلاحظ أي شيء غريب.... ويمكن أيضاً تحميلها حتى على صور الإعلانات، عن طريق كتابة صغيرة أو مخفية، أو عن طريق تطبيق أشكال الأعضاء الجنسية على صورة المنتج وهذا يُستخدم كثيراً جداً!... حتى المنتجات المباعة ذاتها تكون مشفرة على شكل الأعضاء أو تشبه الثدي مثلاً، ليتم استغلال اللاوعي ودفعك لشراء هذه الماركة بالتحديد.

 

يمكن أيضاً أن تكون مشفراً لنفسك بنفسك!... مثلاً عناوين البريد الإلكتروني والمواقع وكلمات السر، انتبه منها جميعها...

كل رسالة تُرسل إليك على بريدك تعطي نية محددة إليك حسب العنوان الذي اخترته، لذلك يجب عدم وضع كلمات سلبية وسيئة أو أرقام وفواصل كثيرة، والأفضل أن تضع اسمك مع صفة إيجابية تحبها أو نية أو عمل تريد تحقيقه... كما انتبه من كلمة السر أيضاً أن تكون جيدة، لأنك قد تكتبها مئات المرات وبذلك أنت تشفر نفسك عليها كثيراً.

لقد توقفت عن متابعة التلفاز والمسلسلات ومحطات الراديو وأفلام السينما منذ عشرة سنين، ولا أشعر بأي حاجة لمتابعتها!... نادراً ما أشاهد بعض المحطات المفيدة خاصة عن الطبيعة أو التي تضع أخباراً إيجابية من العالم... لكن الانترنت مصدر أفضل بكثير للاطلاع والتواصل... فيها الجيد والسيء، الصدق والكذب، لكن المهم هو الحرية فيها... يمكنك أنت أن تختار نوعية الأخبار والبرامج التي تحبها في أي وقت، وأن تتفاعل مع غيرك، يمكنك أن تصنع أخبار ليس فقط تسمع أخبار... ستكون حراً مختار لا مستهلكاً مجبوراً على التشفير والإعلانات والتوجيهات.... فاحذر من التشفير الخطير... افهمه وتجنبه قدر الإمكان.... لكي تتحول من آلة إلى إنسان...

انظر إلى بعض الأمثلة ولا تستغرب إذا وجدت كل الإعلانات مشفرة من حولك!

 

 

 

أضيفت في:18-1-2011... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد