موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الحب... وكرة القدم!

HTML clipboard

منذ أيام وأنا في هدوء وسلام...

سمعتُ عدة انفجارات قوية قرب البيت، ثم فهمت أنها مفرقعات

نظرت للتقويم مستغرباً.. فلا يوجد عيد رأس سنة ولا دنب سنة ولا مناسبات

ثاني يوم عرفت أنها انتصار عظيم للوطن... في إحدى المباريات!

بدأت الأغاني الحماسية والهتافات من السيارات...

صارت شوارع المدن تخلو من السيارات وقت المباراة

وكذلك وقت عرض بعض المسلسلات....

ماذا يحدث لنا يا جماعة؟ أو ماذا يفعلون بنا؟

 

لنعد للجذور ونقطة البداية لكي نعرف

هل تعتقد أن الإنسان يولد قادراً على الحب ببساطة وبالفطرة؟

هل تعتقد أن بإمكان أي إنسان أن يحب إذا أراد أو إذا وقع في الحب؟

إذا كنت تعتقد ذلك، فأنت لم تعرف شيئاً من الحب بعد...

إذا كنتَ تحب أحداً ما توقف وراجع نفسك قليلاً

فأنت مبرمج وكل ما تعرفه هو أشياء أخرى باسم الحب:

الشهوة، الغريزة، الرغبة، الانجذاب الجسدي أو النفسي،

الامتلاك، الخوف والهرب من الوحدة، وغيرها الكثير...

الهرمونات داخلنا لو كان لها صوت، لسمعتها تضحك عليك

 

رجاء حاول الخروج من فخ الحب.. الكذبة الأكبر في التاريخ!

الحب حالة لا علاقة...

الحب حالة لا حاجة...

الحب اسم آخر من أسماء الوعي...

حب ينبع منك إليك.. رحمة لا محبة

بعدها لا بد أن يفيض يوماً ما... وقد تشارك به أحداً ما

إذا مرّ بجانبك سيشم العطر...

لكنك لستَ بحاجة لأحد أبداً

أنت أمير لا شحاذ فقير يستجدي الحب

 

لكن حال البشر هو الفقر في الروح.. وأكثر الناس مجرد أعداد

والبرمجة والتشفير نظام خطير... يدرس الشعوب ويوزع عليها ما يلزم

لكي يستغلها ويأخذ أموالها ووقتها وطاقتها...

والكبت أهم وسيلة لجمع السيولة

لهذا نجد ملايين الناس يشاهدون ويهتفون ويتصارعون أمام مباريات كرة القدم

وأنواع رياضة الكرة الأخرى.. لكي يشجعوا ويشاهدوا "تفويييييت الهدف"

كرة تفووووت في المرمى... كرة تفووووت في السلة!!

لستُ ضد الرياضة والنشاط من أي نوع، إذا ذهبتَ بنفسك وقمتَ بها

لكن بمراقبتك للعملية والتشجيع عن بعد، أنت تستبدل طبيعتك وعواطفك بشيء مصطنع

تعيش الهوس بالجنس من خلال الحواس والعواطف المصطنعة في غير مكانها

الجنس ليس خطأ لكن الهوس به وانحرافه هو المصيبة

الكبت أهم وسيلة لجمع السيولة

ولهذا نجد ملايين الناس يتابعون بدهشة المسلسلات المكسيكية والهندية والتركية

إنهم يدرسون العرب ويبثون ما يناسب تجارتهم بعواطفنا وأرواحنا...

 

لا حب ممكن دون قراءة وفهم

لا حب ممكن دون تأمل وعلم

لا حب ممكن دون جهاد النفس..

فالحب ليس رخيصاً.. الحب هو الله

 

حتى العلم الغربي صار يميز العاطفة من الحب:

 

هرمون الحب.. محدود !!

"هورمون الحب" أو الأكسيتوسين هذه المادة الكيميائية الضئيلة التي تنطلق من منطقة الهايبوتلاموس الدماغية يعطي لأناث الفئران الحث على العناية بصغارها.. ويبقي فئران الحقول الذكرية أحادية الارتباط بالإناث... بل تجعل الناس يثقون بعضهم ببعض!

لكن ما توصل إليه العلماء أن هذا الهورمون محدود الكمية، لذلك فإن الحب لا يقدم للآخر بشكل عام.. بل هو موجه إلى الشخص المنتمي إلى المجموعة فقط... وبالتالي فهو خاص بالعائلة وغير قادر على تحقيق أخوة شاملة على الأرض... بل إنه عامل تقوية الروابط داخل العرق الواحد.. وليس حب.


عالم نفس في جامعة أمستردام قرر أن يقوم بتجارب على هذا الهرمون على عدد من الأشخاص قاموا بتوزيع النقود... وأظهر العالم وزملاؤه أن جرعات من الأكسيتوسين تجعل الناس يفضلون إعطاء النقود لأشخاص ينتمون إلى نفس وسطهم الاجتماعي!.. وعلى الرغم من محدودية الاكسيتوسين في التأثير الاجتماعي، فإن تأثيره يبدو متحققاً من خلال ضخ مشاعر الولاء داخل المجموعة التي ينتمي الفرد إليها أكثر من تعميق مشاعر الكراهية للجماعات المختلفة عن المجموعة العرقية المحددة. 


لكن أحد الخبراء في عمليات الدماغ العاطفية بالمعهد الوطني للصحة العقلية في بريطانيا قال إن وصف هورمون الأكسيتوسين جميل ومثير للاهتمام، لكن هذا الهورمون ليس غالباً بالضرورة. فالدماغ يوازن السلوكيات العاطفية مثل تلك التي يتم تحفيزها بواسطة الأكسيتوسين مع المعلومات المتوفرة للعقل الواعي... وإذا لم تكن هناك معلومات ناجمة عن الإدراك في وضع يكون ضرورياً اتخاذ قرار فيه، مثلاً أن تثق بشخص غريب لا تعرف عنه أي شيء من قبل، فإن الدماغ سيتجه إلى النصيحة العاطفية المتأتية من جهاز الاكسيتوسين، عدا ذلك فإن المعلومات العقلانية سيتم وزنها أمام التأثير المتأتي من الاكسيتوسين وربما يبطل تأثير الاكسيتوسين. وأضاف أنه دُهش لقدرة الاكسيتوسين الكبيرة على ترك تأثير كبير على التصرف البشري رغماً عن ضآلة كميته... وقال إنه "حقاً أمر مدهش بالنسبة لي أن يكون الناقل العصبي قادراً على التأثير بصور خاصة في السلوكيات الاجتماعية على هذا النحو".

 

اقرأ المزيد:

...احذر من التشفير الخطير

 

أضيفت في:18-1-2011... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد